مقالات واراء

السقوط في بئر التطرف

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم د.أحمد المصري

الاستقرار الداخلي للبلاد ..كلمة ترددها الحكومة عبر جميع وسائلها
الاعلامية لتبلغنا نحن الجماهير رسالة مضمونها ان الاستقرار التام الداخلي سيكون بمثابة بوابة لعصر اقتصادي دخم هائل وهو الحل السحري لمصر.
لم اختلف ابدا مع تلك الرسالة واري كما تري الدولة المصرية ان .
الاستقرار الداخلي والخارجي عنصران اساسيان في معادلة التنميية
مصطلح(الاستقرار) كما تعرفه العلوم السياسية هو حالة من رضي المجتمع علي اداء الحكومة من توفير خدمات وتلبية رغبات المجتمع مع المحافظه علي المجتمع ضد الجريمة واحترام حقوق المواطن.
الوضع في مصر الان …حينما نطبق عليه تعريف الاستقرار سنجد ان هناك حاله من سخط ضد الحكومة وممارستها بكل اجهزتها المعنية وان ايضا هناك حقوق اساسية للعيش يطالب بها المواطن ولم تلبي منذ عام ٢٠٠٥ الي الان تحت مظلة اي نظام من الانظمة الاربعه المتعاقبة …لذا نستطيع القول ان ليس هناك استقرار حقيقي للاوضاع. ومن الغريب من النظام انه ينتظر انتاج وتطور حقيقي في وجود استقارا كاذب
ومن الغريب ايضا ان الدولة والنظام المصري خلال اكثر من عقد كامل منذ ٢٠٠٥ وظهور حركات الاحتجاج المدني الي للان لم تدرك طبيعة الامر هو ان الشعب المصري تحررت ارادته خلال ثوريتين ليطلب شئ اساسي وهو ليس بالامر العسير خرجت لتطالب بالعيش وطالبت بالحرية وطالبت بالكرامة فلم تدرك الدولة ونظامها انه لاتفريط لتلك الحقوق لانها حقوق المواطن والتي من دونها لاتوجد مواطنه ….والمواطنة هي اساس الاستقرار
الشعب المصري بعد ثورتين انتزع ارادته ليطالب بحقوقه ..والدولة بعد ثورتين خلصت الي ان الاستقرار انه لحاله من منع الجماهير بان تطالب بحقوقها وسقطت في بئر التطرف
اذا اخذنا صورة كاملة للموقف سنجد ان المشترك بين جميع الانظمة السابقه المتعاقبة لترسيخ الاستقرار هو الحل الامني او التلاعب السياسي ليصل بنا الحال في ٢٠١٦ لوجود اكثر من ٢٠٪ من الشباب المصري محتجز في السجون_ والذي كان من المفروض انه يساهم في بناء دولته_ وهي نسبة ليست بالقليله وتعكس مدي تطرف النظام ضد حقوق المواطن لتصل الجماهير في كل مره الي نفس النتيجة ان تضع النظام والحكومة والحاكم في خندق واحد وتطالب باسقاطهم .
الحل بسيط ويسير هو ان تغير الدولة من نظرتها تجاه الجماهير وانها ليست كقطيع يحرك بالسمع والطاعة والدليل علي ذلك ان كل الجماعات السياسية التي تحرك قطعانها فشلت في تحقيق الاستقرار ولابد ان تعي الدولة انه ليس من وصايه سياسيه علي الجماهير فمن يحرك الشارع هي احلام وحقوق تلك الجماهير والتي ننتمي اليها
جميعا وان قواعد اللعبة قد تغيرت فمن يرسم ويشكل الوعي العام هي حاجة الشعب الذي يمثله ٦٠٪منه هم الشباب …فمن يشكل وعي الجماهير هي الحاجه الي العمل الحاجة الي المسكن والحاجة الي الكرامة فلم تعد وسائل الاعلام او حتي احزاب سياسيه او غيرها ذات جدو وذلك لتحرر اراده الشباب المصري وادركه ان مستقبله يكمن في مدي مطالبته بحقوقه.
ايضا سقوط الدولة المصرية في بئر التطرف ضد فئه الشباب بشكل خاص وضد الجماهير من الغلابة بشكل عام والتحيز لشبكة رجال
.الاعلام صنع فجوة كبيرة بين الحكومة والنظام والحاكم والجماهير
كلما كان هناك عنف اكثر ستتولد كراهية اكثر وان ظهر او لاح للدولة والنظام ان الامن مسستب ولكنه علي عكس ذالك تمام ستستيقظ الدولة في يوم ما علي جماهير فاقدة لشعور المواطنة وستطالب كما طالبت في مرتين سابقتين بسقوط النظام ولكن في تلك المره الشباب الذي كان يبلغ من العمر ١٨ عام اصبح يبلغ ٢٥ عام نضجت افكارهم ركزوا طوال السنين الماضيه يبحثون في امر بلادهم وشؤنها ….
يطالبو بان يكون المواطن هو محور الحكم .ولو حاولت الدولة ان تنتشل نفسها من تطرفها الان وتوجهت نحوا حوار حقيقي مع ابناء الطبقه الكادحة من شبابها وليس ابناء السربون او الجامعه الامريكيه سيتغير الوضع كثير وايضا لو ركزت جهودها في خدمه المواطن سيكون الوضع افضل وستتدافع الجماهير حينها عنها بكل قوتها .فمن يتغطي بغير الجماهير عريان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى